بعدما كانت الجرائد والمنابر الإعلامية الأمريكية تستهزئ من ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2026، يبدو أنها اليوم اقتنعت أنها كانت على خطأ، فاليوم يظهر أن لجنة “التاسك فورس” قدمت ملاحظات سلبية للمغرب كما لأمريكا نفسها، في ظل حديث عن أن المغرب يمكنه أن يستميل أغلب أصوات الاتحادات الـ 211 في كونغريس الـ “فيفا” يوم 13 يونيو الماضي، بالنظر إلى الدعم الكبير الذي يلقاه من أكبر القوى العالمية، تتقدمها فرنسا وروسيا والصين، ناهيك عن الإجماع الإفريقي والعربي الذي يحظى به المغرب.
مجلة “فوربس” الأمريكية سلطت في مقال تحليلي لها الضوء على الزيارة التي قامت بها لجنة “التاسك فورس”، التابعة لـ “الفيفا”، الأسبوع الماضي إلى المغرب، لتقييم مدى استعداده لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، حيث يرى كاتب المقال ستيف برايس أنه من المستبعد جدا إقصاء المغرب في مرحلة التقييم الأولية، مشيرا إلى أن ما يقدمه ملف الترشيح المغربي “موروكو 2026” ليس بأقل مما قدمته دول أخرى نالت شرف احتضان هذه المسابقة الكروية في السابق، كما أنه لم يتم إقصاء المغرب في المرحلة الأولية خلال ترشحه لاحتضان كأس العالم 2010.
وحول نهائيات كأس العالم مثل قطر 2022، يرى كاتب المقال أن جودة كتاب العروض “Bid Book” لم يكن لها أي تأثير على أي بلد حصل على كأس العالم.
وأضاف الكاتب أنه إذا لم يتم إقصاء المغرب في المرحلة الأولية، فإن السباق لاستضافة كأس العالم 2026 سيصبح مفتوحا على مصراعيه، موضحا أنه على الرغم من جميع الملاعب والبنى التحتية الرائعة في أمريكا الشمالية، لا تزال السياسة هي التي تتحكم في كأس العالم، وبما أن فرنسا وروسيا والصين، إلى جانب الجزء الأكبر من بلدان إفريقيا والشرق الأوسط، تؤكد علانية دعمها لـ “موروكو 2026″، فإن أمريكا يجب أن تكون علاقتها الخاصة مع الـ “فيفا” بجودة ملاعبها الرياضية إذا كانت تريد الفوز بشرف استضافة نهائيات كأس العالم 2026.
زيارة “تاسك فورس”، الأسبوع قبل الماضي، لم تكن أيضا كما توقعها البعض، فاللجنة لم تنبهر بمنشآت أمريكا وكندا والمكسيك، بل أبدت ملاحظات سلبية كثيرة، من بينها أن الملاعب الأمريكية بنيت خصيصا لمباريات كرة القدم الأمريكية “البيسبول”، كما أكدت اللجنة أن تلك الملاعب لا تصلح حاليا لكرة القدم.
اللجنة التقنية للاتحاد الدولي ذاتها، أبدت ملاحظات حول غلاء أسعار الفنادق في المدن الأمريكية، كما سجلت اللجنة المكونة من خمسة أعضاء ملاحظات سلبية بخصوص بعد المسافات بين الملاعب المرشحة والمطارات، وهو أمر قد يتطلب في بعض الحالات من الجماهير يوما كاملا من أجل التنقل من مدينة إلى أخرى ومن ملعب إلى آخر.
ويبدو أن الملف المغربي يتفوق على الأمريكي الشمالي في عدة نقاط ركزت عليها اللجنة المذكورة، يبقى أبرزها الشغف بكرة القدم، وهو ما سجلته بشكل إيجابي لجنة “الفيفا” خلال زيارتها للمغرب، حيث أبدت إعجابها بالانسجام الشعبي والحكومي والترقب الكبير لاستضافة الحدث الأكبر كرويا.
وفي هذا الاتجاه أبرز مولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة ترشيح المغرب، خلال ندوة صحفية عقب انتهاء زيارة لجنة “الفيفا”، التي استمرت ثلاثة أيام، أن أعضاء الوفد سجلوا “الانخراط الاستثنائي لكل أجهزة الدولة المغربية وكبار المسؤولين، من أجل مواكبة ملف ترشيح المغرب لمونديال 2026”.